الزكام


الزكام، المعروف أيضًا بالرشح أو نزلات البرد، هو أحد أكثر الأمراض الفيروسية شيوعًا والتي تصيب الجهاز التنفسي العلوي. يتسبب فيه مجموعة متنوعة من الفيروسات، أبرزها الفيروسات الأنفية. الزكام مرض معدي ينتشر بسهولة من شخص لآخر، خصوصًا في الأماكن المزدحمة وأثناء فصول السنة الباردة.

أسباب الزكام

الفيروسات المسببة

الفيروسات الأنفية (Rhinoviruses) هي الأكثر شيوعًا.

فيروسات أخرى مثل الفيروسات التاجية (Coronaviruses)، وفيروسات الإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والفيروسات الأدينو (Adenoviruses).

طرق الانتقال

الاتصال المباشر: مثل المصافحة مع شخص مصاب ثم لمس الوجه.

الانتقال عبر الهواء: استنشاق قطرات الرذاذ المحملة بالفيروسات التي تنتشر عندما يعطس أو يسعل شخص مصاب.

الأسطح الملوثة: لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الأنف أو الفم.

الأعراض

تظهر أعراض الزكام عادة بعد يومين إلى ثلاثة أيام من التعرض للفيروس وتشمل:

احتقان الأنف: والشعور بانسدادها.

السيلان الأنفي: إفرازات مائية أو مخاطية.

العطس: المتكرر.

التهاب الحلق: والشعور بجفاف أو حرقة.

السعال: الجاف أو المصحوب ببلغم.

صداع: خفيف.

الحمى: تكون نادرة وطفيفة إذا حدثت.

الشعور بالتعب: العام والإعياء.

التشخيص

يعتمد تشخيص الزكام بشكل أساسي على الأعراض السريرية. في معظم الحالات، لا تكون هناك حاجة لإجراء فحوصات مخبرية، ولكن في حالات معينة قد يلجأ الأطباء إلى إجراء اختبارات للتأكد من عدم وجود التهابات بكتيرية أو أمراض أخرى أكثر خطورة.

العلاج

لا يوجد علاج محدد للقضاء على الفيروسات المسببة للزكام، ولكن يمكن اتباع بعض التدابير للتخفيف من الأعراض وتسريع الشفاء:

العلاجات الدوائية

مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى.

مضادات الاحتقان: مثل السودوإيفيدرين لتقليل احتقان الأنف.

مضادات الهيستامين: للتخفيف من العطس وسيلان الأنف.

العلاجات المنزلية

الراحة: الحصول على قدر كافٍ من النوم والراحة.

السوائل: شرب كميات كافية من الماء والسوائل الدافئة مثل الشاي والمرق.

الغرغرة بالماء المالح: لتخفيف التهاب الحلق.

البخار: استنشاق البخار الدافئ لتخفيف احتقان الأنف.

العسل: ملعقة من العسل يمكن أن تساعد في تهدئة السعال (لا يُعطى للأطفال دون سن السنة).

الوقاية

يمكن تقليل خطر الإصابة بالزكام من خلال اتباع بعض التدابير الوقائية:

غسل اليدين: بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.

تجنب لمس الوجه: خاصة الأنف والفم والعينين.

تغطية الفم والأنف: عند العطس أو السعال باستخدام منديل أو ثني الكوع.

تجنب الاقتراب من المصابين: أو استخدام أدواتهم الشخصية.

التعقيم: تنظيف الأسطح والأشياء التي تُلمس بشكل متكرر.

تعزيز جهاز المناعة: من خلال تناول نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

الفرق بين الزكام والإنفلونزا

الزكام والإنفلونزا يتشابهان في العديد من الأعراض، لكن الإنفلونزا غالبًا ما تكون أشد وأطول مدة، وتبدأ الأعراض بشكل مفاجئ وأكثر حدة، وتشمل الحمى المرتفعة، والقشعريرة، وآلام الجسم الشديدة، والتعب الشديد.

متى يجب استشارة الطبيب

على الرغم من أن الزكام عادةً لا يتطلب زيارة الطبيب، إلا أنه يجب استشارة الطبيب إذا:

استمرت الأعراض لأكثر من 10 أيام دون تحسن.

ظهرت أعراض شديدة مثل ضيق التنفس، ألم في الصدر، حمى شديدة، أو صداع شديد.

كان الشخص المصاب يعاني من حالة طبية مزمنة تزيد من خطر المضاعفات.

و من أسباب الزكام في الصيف

الفيروسات المسببة

نفس الفيروسات التي تسبب الزكام في الشتاء يمكن أن تسبب الزكام في الصيف، مثل الفيروسات الأنفية (Rhinoviruses) والفيروسات التاجية (Coronaviruses).

التغيرات البيئية

الانتقال بين البيئات المختلفة: التعرض المفاجئ لتغيرات في درجات الحرارة، مثل الانتقال من الخارج الحار إلى الأماكن المكيفة الباردة.

الهواء الجاف: استخدام مكيفات الهواء يمكن أن يسبب جفاف الأغشية المخاطية في الأنف، مما يزيد من القابلية للإصابة بالفيروسات.

الأنشطة الصيفية

السفر: الاختلاط بأشخاص جدد خلال السفر والأنشطة الصيفية يمكن أن يزيد من فرص التعرض للفيروسات.

التجمعات الكبيرة: الحفلات، والمهرجانات، والأحداث الرياضية تزيد من احتمالية انتشار العدوى.

الخاتمة

الزكام هو مرض شائع ومعدٍ يمكن أن يسبب عدم ارتياح كبير لكنه عادةً لا يكون خطيرًا. الفهم الجيد لأعراضه وكيفية التعامل معها يمكن أن يساعد في التخفيف من تأثيراته وتسريع الشفاء. الوقاية تبقى الخط الأول في الدفاع ضد الإصابة بالزكام، من خلال الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب التعرض للفيروسات.